في لحظة مؤثرة لعشاق كرة السلة حول العالم، أعلن الأسطورة كريس بول أن موسم 2024-25 سيكون الأخير في مسيرته الاحترافية مع دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين، ليُسدل الستار على واحدة من أبرز المسيرات في تاريخ اللعبة.

بدأ بول رحلته في الدوري عام 2004 عندما اختاره فريق نيو أورلينز هورنتس في الجولة الأولى من مسودة ذلك العام، ولم يحتج الشاب القادم من جامعة ويك فورست إلى وقت طويل ليثبت أنه موهبة استثنائية، حيث توج بجائزة أفضل لاعب صاعد في الدوري لموسم 2006، مؤسساً بذلك لمسيرة ستُكتب بأحرف من ذهب.

على مدار واحد وعشرين موسماً متواصلاً، رسم بول لوحة فنية من الإنجازات التي قلّما يصل إليها لاعب في تاريخ هذه الرياضة. فقد حظي باختياره اثنتي عشرة مرة للمشاركة في مباراة كل النجوم، وهو رقم يعكس مستوى الثبات والتميز الذي حافظ عليه طوال مسيرته. كما اختير ضمن الفريق المثالي للدوري إحدى عشرة مرة، وضمن الفريق الدفاعي المثالي تسع مرات، مما يؤكد قدراته الشاملة على طرفي الملعب.

وفي عام 2021، جاء التتويج الأكبر عندما اختارته رابطة دوري السلة الأمريكي للمحترفين ضمن قائمة أعظم 75 لاعباً في تاريخ الدوري، وهو تكريم يضعه في مصاف الأساطير الخالدين أمثال مايكل جوردان وماجيك جونسون وغيرهم من عمالقة اللعبة.

عُرف بول طوال مسيرته بذكائه الاستثنائي في قراءة الملعب وقدرته الفذة على إدارة إيقاع المباريات، حتى أُطلق عليه لقب رئيس اتحاد اللاعبين تقديراً لقيادته داخل الملعب وخارجه. امتاز بقدرته على رفع مستوى زملائه وتحويل أي فريق ينضم إليه إلى منافس حقيقي على الألقاب.

انتقل بول خلال مسيرته بين عدة فرق، تاركاً بصمته في كل محطة توقف فيها. من نيو أورلينز إلى لوس أنجلوس كليبرز ثم هيوستن روكتس وفينيكس صنز وغولدن ستيت ووريورز، وصولاً إلى عودته الأخيرة لفريق الكليبرز حيث سيُنهي مشواره الأسطوري.

ورغم أن بطولة الدوري بقيت بعيدة عن خزانة ألقابه، إلا أن ذلك لا ينتقص من عظمة مسيرته. فقد أثر بول في جيل كامل من صانعي الألعاب وترك إرثاً يتجاوز الأرقام والإحصائيات، إرثاً من الاحترافية والتفاني والشغف باللعبة.

مع اقتراب نهاية الموسم الحالي، سيودع عشاق كرة السلة أحد أعظم اللاعبين الذين شهدتهم الملاعب، لاعباً جمع بين الموهبة الفطرية والعمل الدؤوب والذكاء الكروي النادر. وستبقى ذكريات كريس بول خالدة في أذهان كل من تابع مسيرته الاستثنائية.