شهدت مدينة أديلايد الأسترالية لحظة تاريخية استثنائية في عالم الكرة الطائرة الشاطئية، حين توج الثنائي السويدي ديفيد أوهمان ويوناتان هيلفيج بلقب بطولة العالم للاتحاد الدولي للكرة الطائرة 2025، ليكتبا اسميهما بأحرف من ذهب في سجلات هذه الرياضة المثيرة.

وبعمر لا يتجاوز 23 و24 عاماً على التوالي، أصبح أوهمان وهيلفيج أصغر لاعبين يحرزان لقب بطولة العالم للكرة الطائرة الشاطئية على الإطلاق، محطمين بذلك جميع الأرقام القياسية السابقة في هذا الشأن. ولم يكتفيا بهذا الإنجاز فحسب، بل أضافا هذا اللقب العالمي إلى ميداليتهما الذهبية التي أحرزاها في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، ليجمعا بين اللقبين الأكثر أهمية في عالم الكرة الطائرة الشاطئية.

جاءت المباراة النهائية للرجال سويدية خالصة بامتياز، في مشهد نادر الحدوث في تاريخ البطولات العالمية، حيث واجه أوهمان وهيلفيج مواطنيهما ياكوب هولتينغ نيلسون وإلمر أندرسون. وقدم الفريقان أداءً مميزاً يليق بنهائي عالمي، لكن الكفة مالت في النهاية لصالح أبطال أولمبياد باريس الذين حسموا اللقاء بنتيجة 2-0، بواقع 25-23 في الشوط الأول و21-19 في الشوط الثاني.

وأظهرت نتيجة الأشواط المتقاربة مدى الندية والإثارة التي سادت المباراة، حيث لم يستسلم هولتينغ نيلسون وأندرسون بسهولة، وقدما مقاومة شرسة أمام أبطال العالم الجدد. غير أن خبرة أوهمان وهيلفيج في المحافل الكبرى، وهدوءهما تحت الضغط، كانا العاملين الحاسمين في حسم اللقب لصالحهما.

وفي منافسات السيدات، كتبت لاتفيا فصلاً جديداً في تاريخها الرياضي، حين توجت تينا غرودينا وأناستاسيا ساموilova بلقب البطولة، لتحققا أول ميدالية على الإطلاق للاتفيا في بطولات العالم للكرة الطائرة الشاطئية. وجاء هذا الإنجاز التاريخي على حساب الثنائي الأمريكي تارين براشر وكريستين نوس اللتين اكتفتا بالميدالية الفضية.

ويمثل هذا النجاح السويدي المزدوج في نهائي الرجال تأكيداً على الصعود القوي للكرة الطائرة الشاطئية السويدية على الساحة الدولية. فبعد سنوات من هيمنة دول مثل البرازيل والولايات المتحدة وألمانيا، باتت السويد تفرض نفسها كقوة عظمى جديدة في هذه الرياضة.

ويفتح هذا الإنجاز آفاقاً واسعة أمام أوهمان وهيلفيج، فهما لا يزالان في مقتبل العمر، ويمتلكان الآن لقبين من أهم الألقاب في الكرة الطائرة الشاطئية. ومع استمرارهما في التطور والنضج، يبدو أن المستقبل يحمل المزيد من الإنجازات لهذا الثنائي الذهبي الذي بات يشكل مصدر إلهام لجيل كامل من اللاعبين الشباب حول العالم.