أعلنت الأوساط الرياضية الإيطالية والعالمية عن رحيل أسطورة التنس الإيطالي نيكولا بيترانجيلي، الذي وافته المنية في العاصمة الإيطالية روما عن عمر يناهز 92 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً رياضياً استثنائياً جعله الاسم الأبرز في تاريخ التنس الإيطالي لعقود طويلة.

يُعد بيترانجيلي صاحب الرقم القياسي المطلق في تاريخ مسابقة كأس ديفيس، حيث حقق 120 انتصاراً في الفردي والزوجي، وهو رقم لم يستطع أي لاعب آخر في التاريخ الوصول إليه حتى يومنا هذا. كما يحمل الرقم القياسي في عدد المباريات الإجمالية في البطولة العريقة برصيد 164 مباراة، مما يعكس مسيرة طويلة من العطاء والتفاني في الدفاع عن ألوان بلاده.

على صعيد البطولات الكبرى، تألق بيترانجيلي في ملاعب رولان غاروس الباريسية، حيث توج بلقب بطولة فرنسا المفتوحة مرتين متتاليتين في عامي 1959 و1960. هذا الإنجاز التاريخي جعله اللاعب الإيطالي الأكثر نجاحاً في البطولات الأربع الكبرى، وظل محتفظاً بهذا اللقب الشرفي حتى عام 2025 عندما تمكن مواطنه يانيك سينر من تجاوز إنجازاته في البطولات الكبرى.

لم يكن بيترانجيلي مجرد لاعب عادي، بل كان رمزاً للتنس الإيطالي وسفيراً للرياضة في بلاده. ارتبط اسمه ببطولة روما المفتوحة ارتباطاً وثيقاً، حيث اعتاد تسليم الكأس للفائزين في المناسبات الكبرى، مما جعله وجهاً مألوفاً ومحبوباً لدى أجيال متعاقبة من عشاق التنس.

من بين أبرز من نعوا الراحل، جاء الإسباني رافائيل نادال الذي يرتبط ببطولة روما المفتوحة برباط خاص، إذ توج بلقبها عشر مرات في مسيرته الأسطورية. وصف نادال الراحل بأنه عظيم من عظماء التنس الإيطالي والعالمي، مؤكداً أن بيترانجيلي ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ هذه الرياضة الراقية.

يمثل رحيل بيترانجيلي نهاية حقبة ذهبية في تاريخ التنس الإيطالي، تلك الحقبة التي شهدت صعود إيطاليا كقوة تنسية محترمة على الساحة الدولية. لقد مهد هذا الرجل الطريق أمام الأجيال اللاحقة، وأثبت أن إيطاليا قادرة على إنجاب أبطال عالميين في رياضة التنس.

اليوم، وبينما يواصل يانيك سينر مسيرته اللامعة ويحقق الإنجازات تلو الأخرى، يبقى اسم نيكولا بيترانجيلي محفوراً في ذاكرة التنس العالمي كأحد أعظم اللاعبين الذين أنجبتهم القارة الأوروبية. رقمه القياسي في كأس ديفيس يظل شاهداً على عظمته وتفانيه، ولعل هذا الرقم سيبقى صامداً لسنوات طويلة قادمة.

رحل بيترانجيلي جسداً، لكن إرثه سيظل حياً في قلوب محبي التنس حول العالم، وفي سجلات هذه الرياضة التي أعطاها الكثير وحصد منها المجد والخلود.