أسدل الستار على واحدة من أكثر الشراكات إثارة للاهتمام في عالم التنس، بعد أن أعلن آندي موراي، الحائز على ذهبيتين أولمبيتين، عن انتهاء مهمته التدريبية مع الصربي نوفاك ديوكوفيتش بعد ستة أشهر فقط من التعاون.

وفي حوار مطول مع بودكاست التنس الخاص بموقع ذا أثليتيك، فتح موراي قلبه للحديث عن هذه التجربة الاستثنائية التي جمعته بغريمه اللدود على الملاعب لسنوات طويلة. وقال اللاعب البريطاني السابق إنه كان ملتزماً بشكل كامل بهذا الدور، مؤكداً أنه وضع كل طاقته وخبرته في خدمة ديوكوفيتش.

غير أن النتائج لم تكن على مستوى الطموحات المشتركة بين الطرفين. فقد وصف موراي حصيلة هذا التعاون بأنها مخيبة للآمال، وهي كلمات تحمل في طياتها الكثير من الصدق والشفافية التي عرف بها اللاعب البريطاني طوال مسيرته.

وشهدت بطولة أستراليا المفتوحة في مطلع عام 2025 البطولة الكبرى الوحيدة التي عمل فيها موراي مدرباً لديوكوفيتش. وقد نجح النجم الصربي في الوصول إلى الدور نصف النهائي قبل أن تجبره إصابة مؤلمة على إنهاء مشواره في البطولة، ليضع بذلك نهاية مبكرة لهذه الشراكة التدريبية.

وجاء انفصال الطرفين بشكل ودي ومتفق عليه، حيث أدرك كل منهما أن الظروف لم تكن مواتية لتحقيق الأهداف المرجوة. فالإصابة التي تعرض لها ديوكوفيتش ألقت بظلالها الكثيفة على إمكانية استمرار هذا التعاون.

ورغم وصفه للنتائج بأنها مخيبة للآمال، إلا أن موراي أكد أنه لا يحمل أي ندم على قبوله هذا التحدي. بل على العكس، وصف التجربة بأنها كانت مذهلة ومنحته فرصة فريدة للنظر إلى اللعبة من زاوية مختلفة تماماً.

وتحمل هذه الشراكة بعداً تاريخياً خاصاً، إذ جمعت بين اثنين من أعظم لاعبي جيلهم. فموراي وديوكوفيتش تواجها عشرات المرات على الملاعب، وتقاسما اللحظات الكبرى في بطولات العالم. وكان انتقال موراي من منافس إلى مدرب لغريمه السابق حدثاً لافتاً أثار اهتمام عشاق التنس حول العالم.

ويبقى السؤال مطروحاً حول مستقبل موراي في عالم التدريب، وما إذا كان سيخوض تجارب جديدة مع لاعبين آخرين. كما يتساءل المتابعون عن الخطوة التالية لديوكوفيتش الذي يسعى للحفاظ على مكانته في قمة التنس العالمي رغم تقدمه في العمر.

وتظل هذه التجربة القصيرة شاهدة على عمق العلاقة بين المنافسين الكبار، وعلى قدرة الرياضة على تحويل الخصوم إلى شركاء يسعون لتحقيق أهداف مشتركة، حتى وإن لم تسر الأمور دائماً كما هو مخطط لها.