في لحظة مشحونة بالعواطف والإنجازات، أسدلت مونيكا دي جينارو الستار على واحدة من أكثر المسيرات تألقاً في تاريخ الكرة الطائرة الإيطالية. أعلنت اللاعبة البالغة من العمر 38 عاماً اعتزالها الدولي يوم 10 أكتوبر 2025، بعد أن قادت منتخب بلادها إلى فوز مثير في خمس مجموعات على تركيا في نهائي بطولة العالم للكرة الطائرة.

جاءت المباراة النهائية ختاماً مثالياً لمسيرة دولية استثنائية امتدت عقدين من الزمن، بدأتها دي جينارو عام 2006 مع المنتخب الإيطالي. على مدار هذه السنوات العشرين، أصبحت اللاعبة رمزاً للتميز والاستمرارية في مركز الليبرو، وهو المركز الدفاعي الحيوي الذي يتطلب مهارات استثنائية في الاستقبال والدفاع.

تتوج خزانة إنجازات دي جينارو بميدالية ذهبية أولمبية حصلت عليها في أولمبياد باريس 2024، وهو الإنجاز الذي طال انتظاره للكرة الطائرة النسائية الإيطالية. أضافت إلى ذلك بطولتي عالم، وبطولتين في دوري الأمم للكرة الطائرة، مما يجعلها واحدة من أكثر اللاعبات تتويجاً في تاريخ اللعبة.

ولم تكن الألقاب الجماعية وحدها ما ميز مسيرة دي جينارو، بل حصلت أيضاً على تقدير فردي رفيع المستوى، حيث توجت بجائزة أفضل لاعبة في دوري الأمم للكرة الطائرة لعام 2025، وهو إنجاز يبرز مستواها المتميز حتى في المراحل الأخيرة من مسيرتها الدولية.

ورغم اعتزالها الدولي، فإن عشاق الكرة الطائرة لن يودعوا دي جينارو نهائياً بعد. ستواصل اللاعبة مسيرتها الاحترافية مع نادي بروسيكو دوك إيموكو كونيليانو، أحد أقوى الأندية الأوروبية، حيث تلعب تحت قيادة المدرب دانييلي سانتاريلي، الذي يصادف أن يكون زوجها. هذا الترتيب يضيف بعداً شخصياً مميزاً لاستمرارها في اللعب على المستوى الاحترافي.

يمثل اعتزال دي جينارو نهاية حقبة للكرة الطائرة الإيطالية، حيث كانت عنصراً أساسياً في صعود المنتخب إلى قمة اللعبة العالمية. ومع ذلك، فإن إرثها سيستمر في إلهام الأجيال القادمة من اللاعبات الإيطاليات اللواتي يطمحن لتحقيق ما حققته هذه الأسطورة على مدار عشرين عاماً من العطاء والتميز.