في التاسع عشر من ديسمبر 2024، سطر ليبرون جيمس فصلاً جديداً من فصول عظمته في تاريخ كرة السلة الأمريكية، حيث تجاوز الأسطورة كريم عبد الجبار ليصبح صاحب أكثر دقائق لعب في تاريخ الموسم العادي للدوري الأمريكي للمحترفين. إنجاز يضاف إلى قائمة طويلة من الأرقام القياسية التي حطمها الملك خلال مسيرته الاستثنائية.

لم يكن هذا الرقم القياسي مجرد إحصائية عابرة، بل جاء تتويجاً لمسيرة امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، أثبت خلالها ليبرون أنه ليس مجرد لاعب موهوب، بل هو نموذج للاحترافية والتفاني والحفاظ على اللياقة البدنية في أعلى مستوياتها. فالرجل الذي دخل الدوري عام 2003 كشاب في الثامنة عشرة من عمره، لا يزال يقدم أداءً استثنائياً وهو في الأربعين.

جاء هذا الإنجاز التاريخي خلال فترة ذهبية لفريق لوس أنجلوس ليكرز في شهر ديسمبر، حيث شهد الفريق أداءً مميزاً توج بانتصار كبير على فريق دالاس مافريكس. في تلك المباراة، تألق ليبرون جيمس إلى جانب زميليه لوكا دونتشيتش وأوستن ريفز، حيث سجل الثلاثي معاً 99 نقطة في عرض هجومي مذهل أثبت أن الملك لا يزال قادراً على المنافسة مع أفضل لاعبي العالم.

ما يجعل هذا الرقم القياسي أكثر إثارة للإعجاب هو أنه يأتي بعد أن حطم ليبرون رقم كريم عبد الجبار نفسه في التهديف، ليصبح الهداف التاريخي الأول للدوري الأمريكي للمحترفين. وبذلك يكون ليبرون قد انتزع من الأسطورة عبد الجبار رقمين قياسيين من أهم الأرقام في تاريخ اللعبة، مما يعزز مكانته كواحد من أعظم اللاعبين الذين مارسوا هذه الرياضة على الإطلاق.

إن قدرة ليبرون على الحفاظ على مستواه العالي في هذا العمر تثير دهشة المتابعين والخبراء على حد سواء. ففي رياضة تتطلب سرعة وقوة وقدرة على التحمل، نجد أن الملك لا يزال يتصدر قوائم الإحصائيات ويقود فريقه بنفس الشغف والحماس الذي عرف به منذ بداياته. ويعود ذلك إلى استثماره الكبير في العناية بجسده وتغذيته واستشفائه، حيث يقال إنه ينفق ملايين الدولارات سنوياً للحفاظ على لياقته البدنية.

هذا الإنجاز يطرح تساؤلات مشروعة حول مكانة ليبرون في تاريخ اللعبة. فبينما يستمر النقاش الأبدي حول من هو أعظم لاعب في التاريخ بينه وبين مايكل جوردان، فإن الأرقام القياسية التي يحققها ليبرون تجعل من الصعب تجاهل إنجازاته غير المسبوقة.

وبينما يواصل ليبرون جيمس مسيرته الأسطورية، يبقى السؤال: كم من الأرقام القياسية سيحطمها قبل أن يعلق حذاءه؟ الأكيد أن الملك لا يزال جائعاً للمزيد من الإنجازات، وأن مشجعي كرة السلة حول العالم محظوظون بمشاهدة هذه الأسطورة الحية وهي تواصل إعادة كتابة التاريخ.