شهد ملعب سانت جيمس بارك مساء الأربعاء الرابع من ديسمبر 2024 واحدة من أكثر مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز إثارة هذا الموسم، حيث تعادل نيوكاسل يونايتد مع ليفربول بنتيجة 3-3 في مواجهة حبست الأنفاس حتى اللحظة الأخيرة.

تقدم أصحاب الأرض مرتين خلال المباراة، لكن الفرعون المصري محمد صلاح كان يقف بالمرصاد في كل مرة، مسجلاً ثنائية رائعة أكدت مرة أخرى أنه أحد أفضل لاعبي العالم في الوقت الراهن. بدا أن صلاح سيقود فريقه نحو فوز ثمين يعزز صدارته للدوري الإنجليزي، لكن القدر كان يخبئ مفاجأة مؤلمة للريدز في الدقائق الأخيرة.

جاءت اللحظة الفارقة في الدقيقة التسعين عندما ارتكب الحارس الأيرلندي كويمهين كيليهير خطأ فادحاً في تقدير كرة عرضية عائمة، حيث أخطأ في الخروج من مرماه، مما أتاح للمدافع السويسري فابيان شار فرصة ذهبية انزلق ليودع الكرة في الشباك الخالية، معلناً تعادلاً درامياً أنقذ نقطة ثمينة لنيوكاسل.

رغم النتيجة المخيبة لليفربول، واصل محمد صلاح كتابة اسمه بأحرف من ذهب في سجلات الدوري الإنجليزي الممتاز. فبهدفيه في هذه المباراة، حقق الدولي المصري رقماً قياسياً جديداً بتسجيله في 37 مباراة مختلفة هدفاً وصناعة هدف على الأقل، وهو إنجاز لم يحققه أي لاعب آخر في تاريخ المسابقة العريقة.

كما تصدر صلاح قائمة هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 13 هدفاً، متفوقاً على النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي. والأكثر إثارة للإعجاب أن صلاح سجل الآن في سبع مباريات متتالية بالدوري، مما يؤكد أنه يعيش واحدة من أفضل فتراته على الإطلاق مع النادي الأحمر.

هذا التعادل له تداعيات كبيرة على جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، إذ تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر والفرق المنافسة إلى سبع نقاط فقط. وبينما لا يزال فريق المدرب آرني سلوت في موقع مريح نسبياً، إلا أن خسارة نقطتين بهذه الطريقة الدرامية قد تترك أثراً نفسياً على الفريق في المباريات القادمة.

أما بالنسبة لنيوكاسل يونايتد، فإن انتزاع نقطة التعادل أمام أحد أقوى فرق أوروبا يعد إنجازاً يستحق الإشادة، خاصة بعد أن بدا الفوز بعيد المنال في الدقائق الأخيرة. المدافع شار أصبح بطلاً في أعين جماهير العقعق بعد هدفه المنقذ الذي جنب فريقه خسارة مؤلمة على أرضه.

تبقى هذه المباراة شاهدة على جمال كرة القدم وقدرتها على تقديم لحظات درامية لا تنسى، حيث تحولت الأمور رأساً على عقب في ثوانٍ معدودة، لتذكرنا بأن المباراة لا تنتهي إلا بصافرة الحكم الأخيرة.