اختتمت دورة الألعاب الوطنية الصينية الخامسة عشرة فعالياتها في مدينة ماكاو يوم العشرين من نوفمبر 2025، بتتويج البطل العالمي فان تشن دونغ بلقب فردي الرجال في رياضة كرة الطاولة، مؤكداً مكانته كأفضل لاعب في العالم.

جاء هذا التتويج بعد أداء استثنائي قدمه فان تشن دونغ طوال البطولة، والتي امتدت من السابع حتى العشرين من نوفمبر. وفي المباراة النهائية، واجه البطل المخضرم تحدياً من النجم الصاعد لين شي دونغ البالغ من العمر سبعة عشر عاماً فقط، إلا أن خبرة ومهارة فان تشن دونغ حسمت اللقاء لصالحه بنتيجة مريحة 4-1.

وقبل بلوغه النهائي، خاض فان تشن دونغ مواجهة صعبة في الدور نصف النهائي يوم الخامس عشر من نوفمبر أمام زميله في المنتخب الوطني وانغ تشو تشين، حيث تمكن من تجاوز هذا الاختبار الصعب ليضرب موعداً مع لين شي دونغ في المباراة الختامية.

تعتبر دورة الألعاب الوطنية الصينية من أعرق وأهم البطولات الرياضية في الصين، وغالباً ما يطلق عليها لقب الأولمبياد الصيني المصغر نظراً لمستواها التنافسي العالي وأهميتها الكبيرة في المشهد الرياضي الصيني. وتجمع هذه الدورة بين نخبة الرياضيين الصينيين من مختلف الأجيال في منافسات حامية.

شهدت هذه النسخة من البطولة مشاركة استثنائية لأساطير اللعبة، حيث حضر البطل الأولمبي ما لونغ الذي يعتبر من أعظم لاعبي كرة الطاولة في التاريخ، إلى جانب النجم شو شين واللاعبة المخضرمة ليو شي وين. كما تألقت نجمات الحاضر بما فيهن صن ينغ شا وتشين مينغ ووانغ مان يو، مما أضفى على البطولة طابعاً تنافسياً فريداً يجمع بين عراقة الماضي وتألق الحاضر.

وقد شهدت هذه الدورة تغييرات جوهرية في نظام المنافسات، حيث تم إلغاء مسابقات الزوجي واستحداث فئة جديدة للشباب، في خطوة تهدف إلى تطوير البطولة ومنح الفرصة للمواهب الناشئة لإثبات قدراتها على أعلى المستويات.

ويمثل ظهور لين شي دونغ في النهائي وهو في السابعة عشرة من عمره بشرى سارة لمستقبل كرة الطاولة الصينية، إذ أثبت هذا اللاعب الشاب أنه يمتلك الموهبة والقدرة على المنافسة مع كبار اللاعبين رغم حداثة سنه. وعلى الرغم من خسارته في النهائي، إلا أن وصوله إلى هذه المرحلة يعد إنجازاً كبيراً يؤكد أن الصين تمتلك جيلاً واعداً قادراً على حمل الراية في المستقبل.

أما فان تشن دونغ، فيواصل تأكيد هيمنته على عالم كرة الطاولة، محافظاً على مركزه الأول عالمياً ومضيفاً لقباً جديداً إلى سجله الحافل بالإنجازات. ويبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن أي لاعب من كسر هذه الهيمنة في المستقبل القريب، أم أن عصر فان تشن دونغ سيستمر لسنوات قادمة؟