شهد ملعب كرافن كوتيج مساء الثاني من ديسمبر 2025 لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، حين أصبح المهاجم النرويجي إيرلينغ هالاند أسرع لاعب على الإطلاق يصل إلى حاجز المئة هدف في البطولة الأعرق على مستوى العالم.

لم يكن الوصول إلى هذا الرقم المذهل سوى مسألة وقت بالنسبة للعملاق النرويجي الذي أثبت منذ وصوله إلى الأراضي الإنجليزية أنه قادم لإعادة كتابة كتب الأرقام القياسية. فقد احتاج هالاند إلى 111 مباراة فقط لتحقيق هذا الإنجاز، وهو رقم يعكس القدرات الاستثنائية والفعالية التهديفية الخارقة التي يتمتع بها مهاجم مانشستر سيتي.

جاء الهدف التاريخي في سياق مباراة مجنونة بكل المقاييس، حيث تغلب السيتي على مضيفه فولهام بنتيجة 5-4 في مواجهة حبست الأنفاس وقدمت كل ما يمكن أن يتمناه عشاق كرة القدم من إثارة وتشويق. لم يكن هالاند وحده بطل الليلة، إذ تألق زميله الإنجليزي فيل فودين بتسجيله هدفين متتاليين ساهما بشكل كبير في حسم المباراة لصالح الضيوف.

ما يجعل إنجاز هالاند أكثر إبهاراً هو السرعة التي حققه بها. فعندما ننظر إلى الأساطير الذين سبقوه في الوصول إلى هذا الرقم، ندرك حجم ما أنجزه هذا الشاب القادم من بلاد الفايكنغ. لقد أعاد تعريف معايير التهديف في أقوى دوري في العالم، وأثبت أن قدراته لا حدود لها.

منذ انضمامه إلى صفوف مانشستر سيتي، أصبح هالاند الآلة التهديفية التي يحلم بها أي مدرب. قدرته على التواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب، وحسمه أمام المرمى، وقوته الجسدية الهائلة، كلها عوامل جعلته كابوساً حقيقياً لمدافعي الدوري الإنجليزي.

المباراة ضد فولهام كانت شاهداً على طبيعة فريق بيب غوارديولا الذي يرفض الاستسلام مهما كانت الظروف. تسعة أهداف في مباراة واحدة تعكس الطابع الهجومي والممتع الذي يميز كرة القدم الإنجليزية، وتؤكد أن الدوري الممتاز يستحق لقب أقوى دوري في العالم.

مع استمرار الموسم، تتجه الأنظار الآن نحو الأرقام القياسية الأخرى التي يمكن لهالاند تحطيمها. فإذا واصل بهذا المعدل الاستثنائي، فإن رقم آلان شيرر القياسي في إجمالي أهداف الدوري الإنجليزي قد يكون في خطر حقيقي.

في نهاية المطاف، يؤكد هذا الإنجاز أن إيرلينغ هالاند ليس مجرد مهاجم موهوب، بل هو ظاهرة كروية فريدة من نوعها. وبينما يحتفل عشاق السيتي بهذا الإنجاز التاريخي، يدرك الجميع أن هذا مجرد فصل واحد من قصة ستستمر في إبهار عالم كرة القدم لسنوات قادمة.