في مباراة حملت طابع الحسم المبكر لسباق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، قدم ليفربول عرضاً مذهلاً على أرضه التاريخية في أنفيلد، ليُلحق بمانشستر سيتي هزيمته الرابعة على التوالي في البطولة، وهي سلسلة لم يشهدها النادي السماوي منذ عام 2008.

افتتح الهولندي كودي غاكبو التسجيل في الدقيقة الثانية عشرة من عمر المباراة، مستغلاً تمريرة بديعة من النجم المصري محمد صلاح، الذي أثبت مرة أخرى أنه يمتلك عيناً ثاقبة للفرص وقدرة استثنائية على صناعة اللعب الخطير. جاء الهدف ليصب الماء البارد على آمال الضيوف في تحقيق نتيجة إيجابية تُنهي سلسلة نتائجهم المخيبة.

لم يكتفِ صلاح بدور صانع الألعاب، بل أضاف اسمه إلى قائمة الهدافين في الدقيقة الثامنة والسبعين من ركلة جزاء، جاءت بعد خطأ واضح من حارس سيتي شتيفان أورتيغا على الكولومبي لويس دياز داخل منطقة الجزاء. سدد صلاح الكرة بثقة عالية في الشباك، ليُغلق الباب نهائياً أمام أي محاولة لعودة أبطال الموسم الماضي.

بهذا الانتصار الثمين، يرفع ليفربول رصيده ويتصدر جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق مريح يبلغ تسع نقاط عن أقرب ملاحقيه، في حين تراجع مانشستر سيتي إلى المركز الخامس، متخلفاً عن القمة بإحدى عشرة نقطة كاملة. هذا الفارق الشاسع في هذه المرحلة من الموسم يُنذر بتغيير كبير في موازين القوى بالكرة الإنجليزية.

الهزيمة تُمثل ضربة قاسية للمدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي يمر بأسوأ فترة في مسيرته التدريبية المرموقة. فللمرة الأولى في تاريخه كمدرب، يخسر غوارديولا أربع مباريات متتالية في الدوري، وهو رقم صادم بالنظر إلى سجله الحافل بالإنجازات والألقاب. امتدت سلسلة مانشستر سيتي بدون فوز إلى سبع مباريات، وهي أزمة حقيقية تُثير تساؤلات كثيرة حول مستقبل الفريق في هذا الموسم.

في المقابل، يواصل المدرب الهولندي آرني سلوت كتابة قصة نجاح استثنائية مع ليفربول منذ توليه المسؤولية. بات سلوت يمتلك سجلاً مذهلاً من ثمانية عشر فوزاً في أول عشرين مباراة له مع الريدز، وهي بداية تُنافس أفضل البدايات في تاريخ النادي العريق. استطاع المدرب الشاب أن يُحافظ على الهوية الهجومية لليفربول مع إضافة توازن دفاعي ملحوظ.

تُرسل هذه النتيجة رسالة واضحة لجميع المنافسين في الدوري الإنجليزي الممتاز: ليفربول جاد في استعادة اللقب هذا الموسم، وأن حقبة هيمنة مانشستر سيتي قد تكون في طريقها إلى النهاية. مع هذا الفارق الكبير في النقاط، بات الطريق ممهداً أمام الريدز نحو لقبهم العشرين في الدوري الإنجليزي، بينما يحتاج سيتي إلى معجزة حقيقية لإنقاذ موسمه المتعثر.