تتجه أنظار عشاق التنس حول العالم نحو إمارة دبي التي ستستضيف حدثاً استثنائياً يعيد إلى الأذهان واحدة من أشهر المباريات في تاريخ الرياضة. فبعد أكثر من ثلاثين عاماً على آخر مواجهة من نوعها، ستقام مباراة معركة الجنسين بين المصنفة الأولى عالمياً أرينا سابالينكا والنجم الأسترالي المثير للجدل نيك كيريوس.

تستحضر هذه المواجهة ذكريات المباراة الأسطورية التي جمعت بيلي جين كينغ وبوبي ريغز عام 1973، تلك المباراة التي تحولت إلى أيقونة في تاريخ الرياضة النسائية حين انتصرت كينغ وأثبتت أن النساء قادرات على المنافسة بأعلى المستويات. واليوم، تحمل سابالينكا راية التحدي لمواجهة كيريوس في نسخة عصرية من هذا الصراع التاريخي.

وقد وضع المنظمون قواعد خاصة لضمان التوازن في المنافسة، حيث سيتم تصغير نصف الملعب الخاص بسابالينكا بنسبة تسعة بالمئة لتعويض فارق السرعة المتوسطة بين اللاعبين. كما سيحصل كل لاعب على إرسال واحد فقط بدلاً من اثنين، وهو ما يهدف إلى تقليص الميزة التي يتمتع بها كيريوس في قوة الإرسال والتي طالما شكلت أحد أبرز أسلحته.

تدخل سابالينكا هذه المواجهة وهي في قمة عطائها، إذ تحمل لقب بطولة أمريكا المفتوحة للعام الثاني على التوالي، مما يجعلها واحدة من أكثر اللاعبات هيمنة على الساحة حالياً. أما كيريوس فيعود إلى الملاعب بعد غياب طويل بسبب إصابة في المعصم استمرت ثمانية عشر شهراً، وهو ما أدى إلى تراجع تصنيفه إلى المركز 650 عالمياً، رغم أنه يبقى أحد أكثر الشخصيات جاذبية وإثارة في عالم التنس.

ولم تخلُ الفترة السابقة للمباراة من التراشق الكلامي المعتاد من كيريوس، فخلال بطولة أمريكا المفتوحة في سبتمبر الماضي، أطلق الأسترالي تصريحات واثقة مؤكداً أنه سيهزم سابالينكا بسهولة. لكن البيلاروسية لم تتأخر في الرد، معلنة أنها مستعدة للفوز عليه وإسكاته. هذا النوع من الاستفزازات المتبادلة يضيف بعداً تشويقياً إضافياً للمباراة ويذكرنا بالأجواء الساخنة التي أحاطت بمواجهة 1973.

تمثل هذه المباراة أكثر من مجرد حدث ترفيهي، فهي تطرح مجدداً السؤال القديم حول الفجوة بين تنس الرجال والنساء، وتضع الرياضة النسائية تحت الأضواء العالمية. وبغض النظر عن النتيجة، فإن مجرد إقامة هذه المواجهة يعد انتصاراً للتنس كرياضة قادرة على خلق أحداث استثنائية تجذب الملايين.

سيتابع عشاق التنس في الوطن العربي والعالم هذا الحدث الفريد من نوعه، متسائلين: هل ستنجح سابالينكا في تكرار إنجاز كينغ التاريخي؟ أم أن كيريوس سيثبت صحة ادعاءاته رغم غيابه الطويل؟ الإجابة ستكون على أرض كوكاكولا أرينا في دبي نهاية ديسمبر.