في إنجاز تاريخي طال انتظاره، نثحث أستراليا في استعادة كأس بوردر-غافاسكار المرموقة من الهند، محققةً فوزاً ساحقاً بنتيجة 3-1 في السلسلة التي اختتمت في يناير 2025. جاء هذا الانتصار ليضع حداً لهيمنة هندية استمرت قرابة عقد كامل، حيث لم تذق أستراليا طعم الفوز في هذه السلسلة منذ موسم 2014-15.

وفي المباراة الخامسة والحاسمة التي أقيمت على ملعب سيدني للكريكيت، أظهر المنتخب الأسترالي تفوقاً واضحاً، محققاً الفوز بفارق ست ويكيتات. وكان نجم هذه المباراة بلا منازع هو المُرسل سكوت بولاند، الذي قدم أداءً استثنائياً سيُخلد في ذاكرة الكريكيت الأسترالية، حيث سجل أول عشر ويكيتات له في مباراة اختبارية واحدة، ليصل بذلك إلى الويكيت الخمسين في مسيرته الاختبارية.

ولم يكن بولاند وحده من تألق في هذه السلسلة، إذ حقق القائد بات كامينز إنجازاً شخصياً بوصوله إلى 500 ويكيت على المستوى الدولي، مؤكداً مكانته كواحد من أفضل المُرسلين السريعين في العالم. وقد قاد كامينز فريقه بحنكة واقتدار طوال السلسلة، ليتوج جهوده بهذا الانتصار التاريخي.

وعلى الرغم من الخسارة، سطّر الهندي جاسبريت بومرا أرقاماً قياسية ستبقى محفورة في سجلات اللعبة. فقد تمكن بومرا من تحطيم الرقم القياسي الذي احتفظ به الأسطورة بيشان سينغ بيدي لأكثر الويكيتات التي يحققها لاعب هندي في سلسلة خارج أرضه، حيث حصد 32 ويكيت خلال هذه السلسلة. وقد أثبت بومرا مرة أخرى أنه يستحق لقب أفضل مُرسل سريع في العالم حالياً.

وشهدت هذه السلسلة محطات عاطفية مؤثرة، أبرزها اعتزال رافيشاندران آشوين في منتصف السلسلة، ليُسدل الستار على مسيرة حافلة لأحد أعظم اللاعبين الهنود. كما كانت هذه السلسلة الأخيرة للقائد روهيت شارما، الذي ودّع الكريكيت الاختباري بعد مسيرة مشرفة قادها للعديد من الانتصارات.

وبهذا الفوز، ضمنت أستراليا مكانها في نهائي بطولة العالم للاختبارات للمرة الثانية على التوالي، مؤكدةً هيمنتها على كريكيت الاختبارات. وستسعى أستراليا للتتويج بهذه البطولة المرموقة بعد أن وصلت إلى النهائي في النسخة السابقة.

إن استعادة كأس بوردر-غافاسكار تمثل لحظة فارقة في تاريخ الكريكيت الأسترالي، خاصةً بعد سنوات من الإخفاقات أمام الهند. وقد أثبت الفريق الأسترالي أنه عاد بقوة ليتربع على عرش الكريكيت العالمي، بينما ستحتاج الهند إلى إعادة بناء صفوفها استعداداً للمرحلة المقبلة في ظل غياب أسماء بارزة من تشكيلتها.