شهد ملعب بيرث الأسترالي يومي 21 و22 نوفمبر 2025 واحدة من أكثر مباريات الآشيز إثارة في التاريخ الحديث، حيث تمكن المنتخب الأسترالي من سحق نظيره الإنجليزي بفارق 8 ويكتات في مباراة استثنائية انتهت خلال 48 ساعة فقط، وهو أمر لم يحدث في سلسلة الآشيز منذ 104 أعوام.

كان البطل الأول في هذا الانتصار التاريخي هو الرامي السريع ميتشل ستارك الذي قدم أداءً أسطورياً بحصوله على 10 ويكتات في المباراة بمعدل 103 أشواط فقط. وسجل ستارك أفضل أرقامه المهنية في الشوط الأول بحصوله على 7 ويكتات مقابل 58 شوطاً، ليصبح أول رامي سريع أسترالي يحقق إنجاز الـ 10 ويكتات في مباراة آشيز واحدة منذ 34 عاماً، عندما حقق كريغ ماكديرموت هذا الإنجاز في عام 1991.

البطل الثاني كان الضارب ترافيس هيد الذي صعد لفتح الضربات بشكل طارئ بعد إصابة زميله عثمان خواجة بتشنجات في الظهر. وقدم هيد عرضاً مذهلاً بتسجيله 123 شوطاً من 83 كرة فقط، محققاً المئوية الخاصة به من 69 كرة فقط، وهي ثاني أسرع مئوية في تاريخ الآشيز بعد إنجاز آدم غيلكريست قبل عقدين من الزمن.

وبهذا الأداء الاستثنائي، تمكنت أستراليا من مطاردة هدف 205 أشواط في 28.2 أوفر فقط، لتحسم المباراة بشكل حاسم وتتقدم 1-0 في السلسلة المكونة من خمس مباريات.

على الجانب الآخر، عانى المنتخب الإنجليزي من انهيار كامل في صفوفه، حيث أُقصي الفريق مقابل 172 شوطاً في الشوط الأول و164 شوطاً في الشوط الثاني. وكان الضارب الافتتاحي زاك كراولي أبرز المتضررين، حيث سقط بدون تسجيل أي شوط في كلا الشوطين، ليصبح تاسع ضارب افتتاحي إنجليزي يحقق هذا الرقم السلبي في تاريخ الكريكيت الدولي.

وعلى الرغم من قصر المباراة، إلا أنها جذبت حضوراً جماهيرياً قياسياً بلغ 101,514 متفرج خلال اليومين، مما يؤكد الشغف الكبير بهذه السلسلة التاريخية بين العدوين التقليديين.

ويُعد هذا الانتصار هو الفوز رقم 100 لأستراليا على إنجلترا على أرضها، وهو رقم قياسي لم يحققه أي منتخب آخر ضد خصم واحد في بلد معين. وتستعد أستراليا الآن للمباراة الثانية في بريسبان، بينما يواجه المنتخب الإنجليزي تحدياً كبيراً لإعادة ترتيب أوراقه بعد هذه الهزيمة المذلة.

وتجدر الإشارة إلى أن قائد أستراليا بات كامينز غاب عن هذه المباراة بسبب إصابة في الظهر، مما يجعل هذا الانتصار أكثر إثارة للإعجاب، ويطرح تساؤلات حول قدرة إنجلترا على المنافسة في بقية السلسلة.