شهد ملعب أنفيلد الشهير مساء السبت الثاني والعشرين من نوفمبر 2025 واحدة من أكثر الليالي قتامة في تاريخ نادي ليفربول الحديث، حين تلقى حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هزيمة ساحقة بثلاثة أهداف دون رد أمام ضيفه نوتنغهام فورست.

جاءت هذه النتيجة الصادمة لتمثل أثقل خسارة منزلية لليفربول منذ سقوطه برباعية أمام مانشستر سيتي في فبراير 2021، حين انتهت تلك المباراة بنتيجة 4-1. لكن هزيمة الليلة حملت مرارة خاصة، إذ جاءت أمام فريق كان يصارع في قاع الترتيب قبل هذه المواجهة.

افتتح المدافع البرازيلي موريللو التسجيل لصالح فورست، في هدف أثار جدلاً واسعاً بعدما أكدت الإعادات التلفزيونية تواجد دان ندوي في موقف تسلل واضح، إلا أن تقنية الفيديو المساعد أقرت الهدف في قرار مثير للجدل. ولم يمض وقت طويل حتى أضاف الإيطالي نيكولو سافونا الهدف الثاني، قبل أن يختم مورغان غيبس-وايت الثلاثية ويضع حداً لآمال ليفربول في العودة للمباراة.

بهذه الهزيمة، بات ليفربول رابع فريق فقط في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يخسر في معقله بفارق ثلاثة أهداف أو أكثر أمام نوتنغهام فورست، وهي إحصائية تعكس حجم الانهيار الذي يعيشه الفريق هذا الموسم.

الأرقام تتحدث بقسوة عن أزمة ليفربول، فقد أصبح الفريق يحتل النصف الأسفل من جدول الترتيب بعد خسارته السادسة في أول اثنتي عشرة مباراة بالدوري هذا الموسم. وبذلك ينضم ليفربول إلى قائمة مخزية تضم ثلاثة أندية فقط في التاريخ بدأت الدفاع عن لقبها بهذا الشكل الكارثي.

وعلى صعيد أوسع، يعاني ليفربول من أسوأ فتراته منذ سنوات، إذ خسر ثماني مباريات من أصل إحدى عشرة مباراة خاضها في جميع المسابقات مؤخراً، وهو معدل سقوط مخيف لفريق كان قبل أشهر قليلة يرفع كأس الدوري الإنجليزي.

في المقابل، جاء الانتصار بمثابة طوق نجاة لنوتنغهام فورست الذي نجح في الخروج من منطقة الهبوط بفضل هذه النتيجة التاريخية. ويبدو أن المدرب الجديد شون دايتش بدأ يضع بصمته على الفريق، محققاً فوزاً ثميناً في واحد من أصعب الملاعب في إنجلترا.

تثير هذه الهزيمة تساؤلات جدية حول مستقبل ليفربول هذا الموسم، وما إذا كان الفريق قادراً على تجاوز هذه الأزمة الطاحنة. فالفارق بين احتفالات التتويج باللقب والواقع المرير الحالي يبدو شاسعاً، والجماهير التي اعتادت الاحتفال في أنفيلد باتت تغادر الملعب قبل صافرة النهاية هرباً من مشاهد الإذلال.

يبقى السؤال الأهم معلقاً: هل يستطيع ليفربول وقف هذا النزيف واستعادة هيبته المفقودة، أم أن موسم الدفاع عن اللقب سيتحول إلى كابوس حقيقي يهدد حتى البقاء في المربع الذهبي؟